روايات رعبرواية الدجال

رواية الدجال الحلقه الثانيه

“الجزء الثاني”
مش قادر أنسى الليلة اللي قبل الانطلاق وده عشان اللي شفته فيها….
نمت بعمق بعكس المتوقع. المفروض كنت ابقى متوتر أو متحمس أو الاتنين مع بعض، وده كان إحساسي فعلًا، كنت متوتر جدًا ومتحمس ف نفس الوقت، إحنا بنتكلم عن أطلانتس، اكتشاف بمجموع الاكتشافات ف حياتي كلها، السابقة والجايه أو على الأقل احتمالية كبيرة عن وجود آثار حقيقية، الأولى من نوعها، محدش هيكون سبقنا ليها، ومع ذلك نمت زي الطفل. مبقتش حاسس بحاجة حواليا، لو حد كان جاب غطيان حلل وخبطهم ف بعض مكنتش هسمع….
كنت عالسطح والأرانب بتجري حواليا كإنها مش حاسه بوجودي أو مش فارق معاها، مش مخونة ولا خايفة، وجت نسمة هوا منعشة من ورايا، وبعدها حسيت بوجود جنبي…
جدتي “هدى”. من كتر النور ف وشها ملامحها مكنتش واضحة أوي. أما أنا فكفوفي اللي عيني جت عليهم كانوا ف حجم مسطرة صغيرة، كنت طفل، سني 5 سنين بالكتير…
-أنا عارفة إنك اتشاقيت النهارده، زعلت أمك وضايقت إخواتك ومسمعتش كلام أبوك!
بصيت للأرض من الكسوف، راسي دلدلت كإنها هتنفصل عن جسمي وتقع! قربت مني وبصباعها رفعت راسي. كانت مبتسمة، عايزه تطمني بابتسامتها، الغريبة إنها مكنتش زعلانة، كل العتاب ده من غير زعل حقيقي.
-مش مهم!
مش مهم إزاي؟ بقى كل الكوارث اللي عملتها دي ومش مهم؟! استنيت تفهمني قصدها ومعلقتش.
-مش مهم كل اللي عملته واللي لسه هتعمله. أنت لسه قدامك عمر طويل، سجل حافل بالغلط والذنوب، مظنش إن في يوم هيعدي من غير ما تعمل خطايا، حاجات هتندم عليها..
يعني، هو أنا مش واثق إن الكلام ده إيجابي أو أنه المفروض يتقال لي وأنا في السن ده، وكل اللي كنت عايزه هو إني أهرب من السطوح ومن جدتي، مش عايزها تكمل النقاش التقيل المرعب ده..
تجاهلت الرعب اللي على وشي وكملت:
-كل ده مش مهم، أنت حتى ممكن تقصر في الأساسيات، الفروض اللي ربنا فرضها علينا..
=بس ده مهم!
-طبعًا مهم، مهم إنك تسمع كلام ربنا ومتقصرش في الفروض.. لكن إسمعني يا “مجاهد” وحاول تفهمني كويس.. أنت ممكن تبقى إنسان سيء جدًا ف عيونك، كل يوم تلعن نفسك وتأنبها على عمايلك، لكن إوعى، إوعى تفقد يقينك بالله سبحانه وتعاليّ.
=أفقد يقيني؟!
-أيوه، إياك تنسى أو تشكك ف وجوده وف حكمته وف رحمته. خليه دايمًا نقطة الارتكاز، لأنه فعلًا الواجد، مفيش حاجة قبليه ومفيش حاجة بعديه، ومفيش أي علم فوق علمه ولا قوة تتعدى قوته.
أهو بقى الكلام ده خلاني تايه أكتر ومش فاهم حاجة. هي ليه قالتلي كده، إيه المغزى من النقاش المريب ده…
-بص يا “مجاهد” كل إنسان بتعدي عليه اختبارات مُرة، مواقف ممكن تخليه يتهز، يشكك في حكمة ربنا في الابتلاء أو الاختبار اللي هو فيه، وساعات المقاومة بتبقى صعبة جدًا، مقاومة النفس اللي بتبقى على وشك إنها تفقد إيمانها بالله، زي إن حد يفقد شخص عزيز عليه أو يتظلم والناس كلها تصدق إنه جاني وهو مجني عليه أو تشكك ف ذمته، أو يلاقي نفسه محبوس من غير ذنب أو بيدفع تمن حاجة مرتكبهاش، أو يصطدم بنموذج مؤثر جدًا، تأثيره طاغي على كل اللي حواليه وهو الوحيد اللي يبقى مش متطمن للنموذج ده وشايف ضله الإسود الخبيث، ومقاومته تبقى صعبة زي مقاومة تيار جامد ف محيط كبير عميق ملوش آخر. افتكر…
بعديها مدت إيديها ومسكت دراعاتي جامد، كإنها هتعصرهم، وبصت ف عيني بصة جامدة من غير ما تطرف وقالت بنبرة مرعبة:
-إفتكر وقتها الكيان الأكبر، افتكر وجود ربنا ورحمته وحكمته، ممكن وقتها، لأ، خلي عندك يقين إنك هتلاقي الخلاص. وباليقين أو بأي محاولة تقربك من الله هو هيشدك ناحيته وياخد بإيدك للي بيحبه ويرضاه، افتكر يا “مجاهد”!….
فتحت عيني بعدها علطول، صحيت أول ما الحلم خلص.. المشكلة إنه مكنش مجرد حلم، دي ذكرى، ذكرى كنت ناسيها تمامًا، دافنها في أعماق وعيي، أظن عن قصد… كل السنين دي مفتكرتش المشهد والحوار اللي دار ما بيني وبين جدتي على السطح ف يوم من الأيام، وده لإني أولًا مفهمتش كلامها، وثانيًا لإني خفت منها جدًا يومها، خفت من شكلها ومن نبرتها ومن الكلام اللي مش مفهوم.
ليه ينط المشهد ده على سطح الوعي بتاعي الليلة دي بالذات؟ وليه لسه مش فاهم كلام جدتي الله يرحمها برغم إني فاهم كل كلمة لوحدها، يعني مش فاهم إيه بالظبط اللي كانت تقصده، إيه هدفها؟ أنهي امتحان ده اللي لازم أفتكر خلاله وجود الله، وأنهي نموذج اللي هيبقى ليه تأثير طاغي على كل الناس؟
للحظة جسمي كله اترعش. قعدت مكان ما كنت ممدد على السرير، خيوط النور كانت بتتسلل من الفجوات المكشوفة من الستاير. لسه الشمس مكنتش ف كامل قوتها، الشروق لسه قدامه وقت، ومنبه الموبايل لسه مرنش. فضلت متنح في الفراغ قدامي، براجع كلام جدتي زي تسجيل على أسطوانة مشروخة…
وبعد ما فقت أكتر نسيت كل ده! كل اللي افتكرته هو الرحلة والاكتشاف العظيم اللي رايحين ليه…
كل حاجة كانت جاهزة، الشنط والمعدات. مكنتش هجازف إني أجل أي حاجة ليومها. كفاية إني أشرب قهوتي والبس هدومي اللي هروح بيها واهيأ نفسي للخطوة الملحمية اللي كنت على وشك إني أخدها…
كنت متخيل إني أول واحد هوصل السفينة لكني اتفاجأت إن كلهم وصلوا ومستنيني!
كانوا واقفين، ساندين إيديهم على سور السفينة وبيراقبوني وأنا بتحرك وبدخل… معرفش ليه المشهد بالنسبة لي كان مهيب، أشكالهم مكنتش مريحة، ابتسامتهم وهمساتهم، كل حركة عملوها كانت مريبة. قلت ف نفسي أكيد دي كانت رهبة الموقف نفسه. إحنا رايحين أطلانتس، أو جزء صغير منها، أو مكان بيدل على وجودها، لازم طبعًا كل خلية ف جسمي تبقى مش على بعضها، لازم أبقى على أعصابي.
-أنتوا مدركين إحنا رايحين على فين؟
دي كانت “ماهيتاب” بعد ما انطلقنا بالسفينة بكذه ساعة. وقتها الشمس كانت بدأت تتكسر والأجواء بقت أهدى والنور خفيف في السما.
=رايحين ميت غمر.
مش فاهم قصدها كان إيه وملقتش غير الرد ده أرد عليها بيه. ناقصة غموض أصلها…
-يا “مجاهد”، ميبقاش مخك تخين، أنا مدركة إننا رايحين على جزيرة المفروض، على حد أقوال “غانم” من بقايا أسطورة أطلانتس، لكن تعرفوا برضه الجزيرة دي والمحيط اللي حواليها فين موقعهم بالظبط؟
“إبراهيم” رد عليها:
-فين؟
-مثلث برمودا.
-اه صحيح، إزاي مجاش ف بالي، كلنا طبعًا عارفين كده.
فعلًا كلنا كان عندنا المعلومة دي، لكني قبل اللحظة دي، قبل ما “ماهيتاب” تفكرنا مكنتش مركز في الموضوع، مجاش ف بالي إننا رايحين على مثلث برمودا.
إحنا التلاتة بلمنا، أنا و “إبراهيم” و”ناصر”. “ماهيتاب” كانت راسمة إبتسامة خبيثة على وشها و”غانم” كان بيحرك عينه ما بيننا كلنا..
“غانم” أخيرًا اتكلم بعد لحظات من الصمت المريب..
-متقولوش إنكم متوغوشين من موضوع مثلث برمودا ده، إنتوا عُلما وتعليمكم عالي والناس كلها بتطلع ليكوا وواخدينكم قدوة، ده على حد علمي يعني، معقول إتهزيتم من أسطورة برمودا؟ أنتوا مدركين إنها اسطورة مش كده؟
=ده نفس الراجل اللي محرك موكب وفريق عمل بحاله ورا أسطورة القارة المفقودة!
بصلي بغيظ، عشان عرفت أرد على كلامه وقدرت أسكته وأحرجه…
-هتندم يا “مجاهد”، ومنظرك هيبقى وحش أوي، عشان اللي هنشوفه هيبقى بره توقعاتك وأكبر من أي اكتشاف ف حياتك.
=اه، صح، قصدك المدينة الساحرية اللي ترابها دهب وتماثيلها ألماظ وفيها نافورة الشباب الدائم مش كده؟
اللي يبان إننا بنكيد بعض، وإن الجو مشحون، لكن بما إننا كلنا بنقضي وقت مع بعض أكتر ما بنقضيه مع أسرنا فكنا عارفين بعض كويس أوي، وهم فاهمين اللي فيها. دي طريقتي أنا و”غانم” في الهزار مع بعض. المجادلة والكلام الدبش وتسديد الضربات ف مرمى بعض جزء أساسي من علاقتنا.
في الحقيقة إحنا الاتنين كنا بنقدر بعض جدًا ومتأثرين بآراء بعض وكل واحد فينا واثق من تقييم التاني ونظرته للأمور، وده طبعًا تواضع كبير من “غانم” كونه أعلم مني بكتير ودماغه أتقل وعبقري بمعنى الكلمة.
الليل خيم وكل واحد راح لأوضته ونام….
قلقت. قمت من عز نومي. لقيت نفسي بطلع على السلالم، لحد سطح السفينة، الساعة كانت حوالي 3 بعد نص الليل. قربت من السور. فجأة الأرضية من تحتي اتهزت جامد واكتشفت بعد شوية إن مش الأرضية بس هي اللي بتتهز، دي الصورة كلها، السفينة والسما والبحر. عيني وقعت تاني على الأرض. شكلها اتغير، بقت أشبه بسطوح جدتي “هدى”…
الأرانب اللي مربياها بترمح ف كل حته..
-أنا عارفة إنك اتشاقيت النهارده!
بصيت على إيدي، المرة دي كفوفي مش صغيرين، مكنتش طفل، كنت بهيأتي وقتها..
=احنا قلنا نفس الكلام ده قبل كده، كل حاجة متكررة.
بصتلي بصة سريعة وتجاهلت اللي قلته وبعدين بصت قدامها… سور السطوح كان بيطل عالمحيط. فضلت متأملة في المحيط وبعدين قالت:
– إوعى تفقد يقينك بالله…. إياك تنسى أو تشكك ف وجوده… إفتكر الكيان الأكبر… افتكر يا “مجاهد”!….
قمت أول ما الحلم خلص. وشي وشعري كانوا عرقانين لدرجة إن المخدة تحتي مبلولة مع إن التكييف كان شغال وأصلًا الجو كان في نسمات باردة لإننا كنا ف شهر نوفمبر. ليه عرقت بالشكل ده؟ ده كان بسبب خوف أو توتر، ليه؟ ليه تأثير الحلم أو الذكرى دي عليا بالشكل ده؟ وبرضه ليه الحلم بيتكرر اليومين دول بالذات مع سفري لأطلانتس؟؟
مكنتش متطمن، مش متطمن!
لقيت نفسي بروح للحمام وبعمل حاجة بقالي كتير معملتهاش، بتوضى عشان أصلي!
أنا كنت منقطع عن الصلاة بقالي سنين كتير، مش عارف أعدهم أصلًا، يمكن 6 أو 7 سنين أو أكتر، ولا كان بييجي ف بالي أصلي لا وأنا بسمع الادان ولا غيره ، يمكن حتى مكنتش بسمعه، مش مدركه أصلًا! لكن في حاجة كانت بتحفزني أقوم أتوضى وأصلي، رغبة ملحة معرفش مصدرها..
الأغرب إني وأنا بسجد، قلبي دقاته بقت سريعة جدًا.. المفروض الصلاة تهديني لكن كان في حاحة تانية… كإني أدركت وجود كيان، أو حدث مستنيني ، من غير ما أعرف ملامح الحدث وتفاصيله، حدث مهيب، مش زي أي حدث تاني….
الوضع استمر على ما هو عليه الكام يوم اللي بعد كده. كل ليلة كنت بحلم نفس الحلم مع شوية تغييرات بسيطة، لكن الجوهر كان واحد، نفس التحذيرات من جدتي، نفس التنبيهات.. النتيجة الوحيدة للأحلام هي إني بقيت منتظم في الصلاة وده خلى كل اللي حواليا ف حالة ذهول، لإنهم عارفينني كويس وعارفين إني مكنتش مهتم بالفروض على الإطلاق وأنا كمان كنت زيهم، كنت ف حالة ذهول، وسلام، وراحة، وهلع! كله ممزوج ف بعضه…
-أنت هتموت ولا إيه؟
“غانم” سألني بنبرة ساخرة… لكن ولأول مرة لا هاجمته ولا ضحكت على اللي قاله، وده قلقه بجد عليا.. ساعتها حكتله على اللي كنت بشوفه الأيام اللي فاتت وقبل ما الرحلة تنطلق بيوم. الغريبة بجد إنه بلم، سرح بعيد عني ومقدرتش أقراه، معرفش كان بيفكر ف إيه وقتها وليه كان متأثر بالشكل ده والأغرب إنه معلقش! مقلش كلمة واحدة… فضل ساكت حبه وبنفس الوضعية وبعدين قام وسابني…
وأخيرًا وصلنا……
الجزيرة دي شكلها من بعيد مكنش مبهج! المفروض تكون مبهجة، المفروض أكون متحمس، لكن إحساسي بيها مكنش مريح على الإطلاق…
بعكسي، الستة التانيين بما فيهم المخرج والمصور كانوا بيتنططوا من الفرحة والتحمس. “ناصر” زعق وقال:
-مصابتناش لعنة برمودا، عدت بسلام يا ولاد!
الباقي ضحك على تعليقه وأنا فضلت بنفس التبليمة والملامح الجادة…
مكنش في أي حاجة من اللي “غانم” وصفها! من الكلام اللي قاله صاحبه اللي نزل على الجزيرة بالغلط….
بعترف إني كنت متسرع، طبيعي مكنتش أشوف أي حاجة، إحنا كنا لسه يدوبك على الشط، إزاي يعني أشوف الجبال المنحوتة والشلال ولا النهر ولا قنوات الميه ولا الجناين الكبيرة الخضرة. أكيد كل ده هيبان لما نتوغل أكتر في الجزيرة.
بس أكيد البحث والتوغل مكنش هيبقى يومها. مرهقين دي كلمة قليلة للي كنا فيه، إحنا كنا حرفيًا منهكين، مش شايفين بعض ولا شايفين حاجة حوالينا. الكام ساعة اللي متبقية في النور قضيناها قاعدين في دايرة متنحين في الفضا، بنفكر في الولا شيء.
نصبنا الخيم مع غروب الشمس. أكلنا في هدوء وبعدين كل واحد دخل خيمته….
………..
حركة، في حركة بره الخيمة بتاعتي، صاحب الحركة بيقرب عليها ، كف بيتطبع على قماش الخيمة! وده شفته لإني فتحت فلاش الموبايل..ز
لأ أنا مكنتش بحلم، مش زي الليالي اللي فاتت، ده كان بيحصل بجد. في حد أو حاجة كانت بتسطو على خيمتي، حاجة بتستهدفتي!
جريت نفسي بره الخيمة من ناحية تانية، محاولة بائسة مني، يمكن الزاير الغامض مياخدش باله.. وطبعًا أول ما خرجت لقيت نفسي ف مواجهته، لكنه مطلعش زاير غريب، ده كان “ناصر”!
انفجرت فيه، قعدت أشتمه، هزار سخيف كان ممكن يسببلي ذبحة صدرية. المشكلة إني بعد ما هديت شوية من ثورتي لقيته مش بيضحك، مكنش بيهزر!
أمال إيه اللي كان بيعمله ده، إيه تبريره غير الهزار؟!
وشه كان أحمر، عينه مبرقة، كان شايط، عمري ما شفته في الحالة دي قبل كده. لقيت نفسي بعد ما كنت غضبان منه، كاشش وخايف منه وعليه…
=في إيه؟
-قلقت من حوالي ساعتين. خرجت من خيمتي. حركتي كانت هادية جدًا لدرجة إنه مخدش باله مني.
=مين ده؟
-إبراهيم! كان بيتكلم في الموبايل..كده كده مكنتش هعمل حركة جامدة عشان مزعجوش، لكن بعد ما سمعت اللي بيكلمها بقيت حريص على إنه ميحسش بيا..
=كان بيكلم مبن؟
-مكالمة رومانسية، بيتفق مع اللي بيكلمها على مستقبلهم وإزاي هيخلصوا من الهفأ اللي اسمه جوزها.
=مين اللي كان بيكلمها يا “ناصر”؟
-مراتي!
اللي بيحصل كان فوق احتمالي. مكنتش عارف إيه الرد المناسب للي بسمعه. اكتفيت بنظرة الذهول اللي على وشي.
هو كمل وقال:
-من ساعة ما قفل معاها ورجع خيمته وأنا عامل زي الفراخ اللي بتتقلب على سيخ وتحتيها نار، مش قادر أهدى أو استقر ف مكان. فضلت ألف حوالين نفسي لحد ما غصب عني لقتني بتوجه لخيمتك. أنا مكنش قصدي أرعبك، بس معرفتش الجأ لمين غيرك، كان لازم أقول لحد.
قلتله ميعملش أي حاجة لحد ما نفهم الموضوع ولحد ما يواجه مراته ويسمع منها، على الأقل يعرف منها ليه عملت كده، ده لو الموضوع فعلًا صح، وإننا بكل حال من الأحوال لازم نحافظ على أعصابنا طول ما احنا على الجزيرة المهجورة دي، عشان كنا عاملين زي ناس نزلت على كوكب غريب وكلنا محتاجين لبعض، بغض النظر عن اللي بينا واللي جوانا لبعض.
لسه مخلصتش كلامي، لسه كنت هكمل. لقيت حاجة ضخمة واقفة قدامنا. مش حد مننا، مش بني آدم أساسًا، كان حاجة زي قرد ضخم أو غوريلا لكن مختلف شوية، الشعر كان مغطي كل حته ف جسمه، حتى وشه، محدش يقدر يشوف ملامحه، مفيش حاجة باينة منه.
خرج منه صوت عالي، صيحة! كإنه إشارة ما، صوت غطى الجزيرة كلها وكان كافي يصحي كل النايمين…..
“يتبع”

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى